الاثنين، 14 نوفمبر 2011

الناقد والكاتب الاستاذ محمد سعيد مع بليغ حمدي

الناقد والكاتب الاستاذ محمد سعيد مع بليغ حمدي
الناقد والكاتب الكبير محمد سعيد صاحب موسوعة "أشهر مائة في الغناء العربي" أشار في البداية الى ظهورالأغنية الوطنية قائلاً: الأغنية الوطنية بدأت من خلال سيد درويش الذي غنى أحلي الأغاني الوطنية التي نتذكرها حتي الآن مثل "قوم يا مصري"، و "بلادي بلادي" التي يغنيها حتي وقتنا هذا الطلاب في المدارس". وهناك أغاني عديدة مازالت تعيش في قلوبنا مثل "أحسن جيوش في الأمم جيوشنا" التي غنتها أم كلثوم، واغنية "مصر نادتنا فلبينا الندا"، وجميع أغاني عبد الحليم بعد الثورة مثل "يا جمال يا حبيب الملايين"، "احنا الشعب"، "صورة"، "ناصر يا حرية"، "احلف بسماها وبترابها". أن هناك الكثير من الأغاني الوطنية وليس أغنية واحدة من الممكن أن نؤرخ من خلالها الأغاني الوطنية مثال علي تلك الأغاني أغنية المطربة الكبيرة شادية "يا حبيبتي يا مصر"، حيث أن هذه الأغنية هزت أحاسيس الشعب بالنسبة لحب الوطن وأثرت فيهم بشكل كبير، إضافة ألي أغنية "مصر تتحدث عن نفسها" لـ أم كلثوم، وأغنية "المسئولية" لـ عبد الحليم حافظ، حيث أن الأغاني الوطنية في الزمن القديم كانت تمزج بين العاطفة بمعني حب الوطن ومسئولية الشعب تجاهه. كما أوضح الناقد محمد سعيد قائلاً: في فترة من الفترات كانت الأغاني بها حماسة مبالغ فيها، ولكن بعد ذلك أصبحت الأغاني أكثر نعومة وأكثر رقة ونستطيع أن نعطي مثال علي ذلك نفس الأغنية السابقة وهي "يا حبيبتي يا مصر" وهي من ألحان بليغ حمدي، حيث أن هذه الأغنية تؤثر حتي الآن في الجمهور بشكل قوي، مثلما تم إذاعتها عند فوز مصر بكأس افريقيا حيث تفاعل الناس معها بشكل كبير كما أشار الناقد الكبير الي أن هناك مرحلة مختلفة للأغنية الوطنية قائلاً: "بعد ذلك مرت مصر بهزيمة 67 فأخذت الأغاني الوطنية شكل مختلف منها الأغاني التي لحنها بليغ حمدي وغناها عبد الحليم حافظ مثل "موال النهار"، كما غنت شادية "يا أم الصابرين"، "غالية يابلادي"، و "ادخلوها سالمين". وعن الأسباب التي تجعل مثل هذه الأغاني تعيش في وجداننا حتى الآن ولا تنسي أشار إلي ذلك قائلاً: " في الماضي كان هناك الابتكار واللحن الجميل المبدع وكان هناك مستوى للكلمة كما أن الصوت شيء مهم جداً لكي تصل الأغنية للناس ويشعرون بها فكان المطرب يغني بإحساس صادق دون أي تزيف حيث كان يشعر بكل كلمة تخرج منه ويحس بها مثال علي ذلك عندما نسمع شادية وهي تغني للوطن أو عبد الحليم غير تامر حسني حالياً". وأضاف: أيضاً الملحنون لهم الفضل الكبير في نجاح الأغنية وجعلها تعلق مع الناس أمثال كمال الطويل، وبليغ حمدي، ورياض السنباطي فكان لديهم إبتكار فكل لحن كانوا يقدموه كان جديد ولا يشبه اللحن السابق أما في الوقت الحالي فنجد الألحان تشبه بعضها. العمل الجميل لا ينجح بالإلحاح بل بالإحساس وعما إذا كانت الصورة هي السبب فيما يحدث الآن للأغنية الوطنية فقد أشار سعيد الي ذلك قائلاً: "إن الصورة ليس لها علاقة بهذا التدهور الملحوظ للأغنية الوطنية فالصورة توجد من زمن بعيد فالسينما الغنائية بدأت من 1927 بـ "انشودة الفؤاد" والتلفزيون يوجد منذ عام 1960 وكان لا يوجد هذا التدهور الكبير في الغناء، واعتقد ان السبب فيما يحدث حالياً للأغنية الوطنية هو الإستسهال". وأضاف: "نحن نحتاج أن نقف قليلاً امام الأغنية الوطنية ونقدم للناس الاغاني القديمة من جديد فلابد أن نجعل الجيل الجديد يسمع الفن الأصيل الصادق فإن الشعوب المتحضرة مثل فرنسا تذيع حتي الآن أغنية من القرن الـ 17 في جميع احتفالاتهم، كما تفعل انجلترا نفس الشيء حيث تذيع أغنية "حفظ الله الملكة" وهي من مائات السنين، فمن الواجب علينا أن لا تتوقف الأغاني الأصيلة عن إذاعتها لكي نجعل الأجيال الجديدة تعرف ماهو اللحن الجيد والكلمات الجميلة. وعن ما الذي ينقص المعاني التي تقدم في الأغنية الوطنية حالياً قال محمد سعيد: يوجد أكثر من عيب ينقص معاني الأغنية الوطنية حالياً ومن أهمها أن كل الأغاني التي تقدم حالياً تقع في فخ المباشرة، حيث أنهم يتصورون أنهم يقدمون أعنية مختلفة من خلال كلمات بسيطة فيقعون في المباشرة، إضافة الي افتقاد الأغنية للإنسانية فأين أغاني الموسيقار محمود الشريف مثل "الله أكبر" فإن أغانيه لها مستوي إنساني عالي، ففي الماضي قدمت أحلام أغنية "يا حمام البر هفهف" فإن كلمات الأغنية ليست مباشرة حيث تتكلم عن معني الحرية، محمود الشريف وهي من كلمات صلاح جاهين، والحان محمود الشريف، وأغنية "ندراك لليوم ده يا ولدي" وكلماتها تعبر عن أم تندر أبنها للدفاع عن الوطن، والدويتو الذي يجمع بين نجاة الصغيرة وعبد الرؤوف اسماعيل وهو "وطني وصبايا واحلامي" الحان محمود الشريف، وعندما أصبحت المرأة المصرية لها صوت في الإنتخابات لحن الشريف أغنية "يابنت بلدي زعيمنا قال روحي وجاهدي"، المقصود أن الأغاني اليوم مباشرة ليس بها فكر أو ابتكار. وعن رأيه في ما يقدمه المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم، حيث أنه يعتبر الآن من أبرز المطربين في الغناء الوطني فقد اعترض الناقد الكبير علي كلمة المطرب قائلاً: "إن شعبان عبد الرحيم يعتبر مغني أو مؤدي وليس مطرب، ولكنه كمغني له الحق أن يعبر عن مشاعره الوطنية، ولو تأملنا في أغاني شعبان لوجدنا أن كلها علي لحن واحد فليس هناك لحن يختلف عن الأخر إذن أغانيه تفتقد عنصر أساسي وهام وهو اللحن أما بالنسبة للكلمات فنستطيع أن نحيي المؤلف إسلام خليل لأنه يكتب بقدر كبير من الصدق والإحساس، ونجد أن أغاني شعبان تصل الي الناس سريعاً، ولكنها تنسي سريعاً أيضاً فلا تظل عالقة في أذهانهم، فكلما تظهر أغنية جديدة تمحي التي سبقتها. وعما إذا كان من الضروري أن ترتبط الأغنية الوطنية بالحروب فأوضح الناقد الكبير ذلك قائلاً:ليس من الضروري أن ترتبط الأغنية الوطنية بحرب ولكن من الممكن أن تغني لحدث لـ إنجاز مثل بناء السد العالي الذي جعل كثير من المطربين يقومون بالغناء له مثل الأغنية الشهيرة لـ عبد الحليم "حكاية شعب" الحان كمال الطويل وكلمات أحمد شفيق كامل، وأغنية شادية "بلد السد" التي غنتها بشكل جميل وكأنها أم تحكي القصة لطفلها مما جعل الأطفال ينتبهون إليها، والأغنية للشاعر حسين السيد، والموسيقار منير مراد، وأغنية أم كلثوم "كان حلماً وخاطراً واحتمالاً" لـ رياض السنباطي، وعزيز اباظه". وعن رأيه فيما يقدم من أغاني حالياً مثل أغنية "الحلم العربي" فقد أشار الي ذلك قائلاً:إن أغنية الحلم العربي" هي تقليد لأغنية "وطني الاكبر" للشاعر أحمد شفيق، ولكن بالطبع لا ترتقي لمستواها، فإذا دققنا السمع في كلمات كل مطرب بـ أوبريت "وطني حبيبي" فسوف نجد أن هذه الكلمات تليق عليه مرتبطة بشخصيته وإحساسه، حيث نجد أن المطرب يعيش كل كلمة يغنيها ويحسها. وأغنية مثل "ماشربتش من نيلها" للمطربة الشابة شيرين عبد الوهاب لطيفة ولكنها لا ترتقي أن تظل في وجدان الجمهور، فمهما قاموا بإذاعتها مراراً وتكراراً فلا تعلق بأذهانهم، حيث أن الغناء الجيد ليس الذي يفرض علينا بل الذي نشعر به من أول مرة يذاع، فلا ينجح العمل الجميل بالإلحاح بل بالإحساس. وعن أغنية "لو كنا بنحبها" التي يغنيها مجموعة من المطربين - تامر حسني، وحسام حبيب، وسومه، ومدحت صالح، وبشري - فقد قال: ما معني "لو كنا بنحبها" ما احنا لازم نحبها فقد غني عبد الوهاب من قبل "حب الوطن فرض عليه بمعني أن حب الوطن من الدين فكيف "لو"، فلا يصلح أن أقول علي حب الوطن لو، وصراحةً انني كلما سمعت هذه الأغنية أقوم بتحويل القناة. وعن أغنية "اكيد في مصر" لـ مي سليم، ومحمود العسيلي يقول الناقد الكبير: "هي ترجمة بلغة العامية لأغنية "يا حبيبتي يا مصر" فالغناء الآن أصبح تقليد أعمي وليس للأفضل بل للأسوء، فلا يوجد مجهود في اللحن ولا في الأداء ولا في الكلمات". أما عن أغنية "بحبك وحشتيني" لـ حسين الجسمي فقال: "بصراحة إن المطرب حسين الجسمي إحساسه صادق والأغنية تعجبني كثيراً، ونستطيع أن نقول أن من حسنات السينما حالياً إنها تقدم أغاني أفضل بكثير من أغاني التليفزيون و الإذاعة". الضمير العربي وعن أفضل من غنوالأغنية الوطنية فقد أشار الناقد الكبير الي ذلك قائلاً: "بالطبع كل الجيل القديم، فضلاَ عن أن هناك مجموعة من المطربين من جيل الوسط غنوا بشكل جيد للوطن منهم محمد منير، علي الحجار، محمد ثروت، هاني شاكر،سوزان عطية، إيمان الطوخي، إيمان البحر درويش، وعفاف راضي حيث غنت "مصر هى أمي" كلمات عبد الوهاب محمد، وألحان كمال الطويل". أما بالنسبة لهذا الجيل فلا يوجد حتي الآن مطربين غنوا للوطن بشكل جيد. شكر وتقدير للاستاذ الصحفي الكبير لاهداءنا لهذه المقالة التي تكلم بها بافاضة وكلمات من القلب الى قلوب عشاق الزمن الجميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق